الأحد، 5 يناير 2014

اذاعة نورة المدرسية


عادت نورة  ذات الثمان سنوات من المدرسة ، عادت نورة سعيدة ومبتهجة ظننت أن سر هذه المشاعر هو ما تحمله في يدها من كيس يحتوي على مجموعة متنوعة من الشبسات والحلويات التي اعتادت أن تشتريها يوميا وتسجل ثمنها على حسابي من بقالة بجانب البيت ..وبما أن الكيس قد تم أكل ما بداخله والسعادة لازالت مستمرة ازددت حماسا وسألتها عن سر السعادة والبهجة التي تتمتع بها طوال اليوم  فأجابت :

غدا سوف أقدم البرنامج الإذاعي في مدرستي ..

 وأخيرا ياماما بأقدم الّإذاعة في مدرستي

أصبحت مثلها أحمل مشاعرها لآني أعرف أنه حلمها وقد تحقق ..وتأخر هذا الحلم لأنها من الطالبات المتسائلات والملحات والعفويات في إصدار الحكم والمتأخرات في أداء الواجب والعاشقات للإطالة في الحديث والاعتراض وقبول التحدي ..

سألتها : هل أعددت المادة  ؟ هل تحتاجين إلى مساعدة مني ؟ هل ترغبين أن أستمع إليك أوأدربك قبل الوقوف أمام زميلاتك ؟

أحرجتني بالإجابة حين ردت لا أحتاج إليك فورقتي جاهزة استلمتها وحفظتها.. وحتى أعرف ماذا ستقدم احتلت عليها وتعبت كثيرا قبل أن أحتال وتفاجأت بأن الاحتيال على الصغار أصعب من الكبار وسألتها ...تخيليني مديرة المدرسة وقدمي أمامي الإذاعة ..فوقفت أمامي زهرة ترشقني بورقاتها وتفاجئني بفقراتها الإذاعية مديرتي الفاضلة معلماتي العزيزات أخواتي الطالبات نستمع إلى القرآن ثم حديث ثم هل تعلم ثم مسابقة ثم أنشودة ثم إلى اللقاء ..أذكر قبل ثلاثين عاما قدمت الإذاعة في مدرستي وتشبه تماما ما قرأته نورة .. لماذا لم نتغير ؟؟

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق